سرحان وفي يدي بيالة الزعتر في عزاء جدتي الله يرحمها وكنت قاعد على كرسي في الحوش. الله يرحمها توفت في شهر 3 من سنة 2017 وشهر 3 يعتبر بداية دخول الجو الدافي في السنة فكانت امسية دافية فيها نسمة هوا خفيفة من توابع المطر اللي نزل قبلها بيوم. قعدتي بروحي في الحوش كنت من خلالها اتجنب السوالف السخيفة في العزا بشكل عام والزحمة اللي صايرة والكل واقف, خصوصا ان حد من عيال عمي تم يتطنز على خطتي وانطلاقتي لطريق الحرير وكانوا يتناقزون اني بنذبح في وسط الشارع لأني خبل. كان ثاني يوم في العزا ومخي كان مشغول في التحضيرات وكان تقريبا قبل بداية الرحلة بشهر وفجأة يناديني ابوي علشان اروح اسلم على حد من ربعه اللي يعرفني من كنت ياهل وولده بعد رفيجي. تمينا نسولف شوي عن الطفولة والسفر وخططي وشغلي شوي في الوقت اللي عيال عمي مصطفين برع واقفين وسوالف ووجودهم في العزا بشكل يومي عبارة عن توجيب او ابرازحضور علشان الكبار يشوفونا راعيين واجب. دايما لما نقول عزاء يعني الموضوع مرتبط بالحزن وفراق الاحباب ولكن الوضع في قطر مختلف تماما, في قطر ضحك وهذرة وسوالف وشاي بعد شاي وضرب عيوش ولحم وسوالف عن الدوام والسيارات وكل مافي الموضوع انه تجمع عائلي علشان ناكل فيه لحم ونشرب شاي وزعتر! متأكد في قسم النساء بعد اكثر وأكثر! في خلال هذه الاجواء طلعت موبايلي ولا اشوف ايميل من جوليا ساندرز وجوليا هي المؤسس الشريك لشركة جلوب بسترز اللي كنت بطلع معاها رحلة طريق الحرير. وكان ايميل عاجل مفاده ان تأشيرة تركمانستان تم رفضها!

اربع مرات رفض

كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي لما عرفت ان البلد اللي عمري مافكرت اروحها في حياتي ترفض دخولي لها! وسبب الرفض بعد كان صادم اكثر واكثر, لأني فقط مرسل الصورة باللحية. مب لحية طويلة ولكن عارض عادي! لذلك قالوا ارسل لنا صورة بدون لحية او حلق وصور مرة ثانية وعيد نقديم الطلب والاجراءات من اول وجديد. واعدت تقديم الطلب مرة ثانية ووقعت وارسلت لهم الطلبات والمرة الثانية بعد تم رفض التأشيرة لكن هالمرة لأني حاط اسم ابوي (محمد) قالوا شيل اسم ابوك ورد قدم على الطلب مرة ثالثة! في هذه اللحظة اضطريت اتواصل مع سفارتنا في عشق اباد علشان يقدمون لي عن طريقهم فالسفير تولى الموضوع والمرة الثالثة تم الرفض لأن تلقائيا اذا انرفضت مرتين انرفض مرة ثالثة من خلال السيستم اللي عندهم! هني السفير اضطر يقدم لي للمرة الرابعة على اني ضيف خاص له وتأملنا خير لأن مستحيل يرفضونها في هالحالة ولكن في تركمانستان كل شي جايز, فرفضوا دخولي حتى على اني ضيف خاص للسفير! هني سعادة السفير خذ الموضوع بشكل شخصي جدا لأن الموضوع فعلا كان مستفز وقال بيتصرف. انا الوضع صار بالنسبة لي على حافة الفشل لأن باقي لي كم يوم وانطلق الى الرحلة واللي المفروض تبدأ من لندن, وللحين فيزا تركمانستان وفيزا الصين ماطلعوا! يعني عادي الرحلة كلها تتكنسل بهالسبب. فالسفير تواصل مع وزير الخارجية بنفسه واستنكر الموضوع ان ليش ترفض فيزا رحالة جاي يسوق لبلادكم ويعرضها للعالم على قناة الجزيرة واني مجرد رحالة في امان وراح امر مرور بس. فاطلبوا مني شغلات كثيرة مثل من اي مركز حدودي بدخل, ارقام الشوارع اللي بسلكها, المناطق اللي بوقف فيها, وين بسكن, وين باكل, اسماء المطاعم, كم فلوس عندي, في الأخير لما قلنا لهم مرور قالوا بنعطيك تأشيرة عبور فقط وهي 5 ايام تروح تستلمها من اسطنبول على شرط انك تسوي مقابلة مع التلفزيون المحلي تمدح فيها الرئيس وتقول كل شي حلو عنه! وبشكل طبيعي واقفت امدحه لين يسكتوني هم!

 

الوصول الى اسطنبول

للحصول على التأشيرة موثقة ومعتمدة على جوازي ماكان بالشي السهل تماما, كنت في نفس الوقت اخطط لمسارين مختلفين في حالة اذا تم رفض فيزتي اسلك طريق اخر عن طريق روسيا وداغستان حتى الوصول الى اوزباكستان والتقي هناك مع الباقي. بصراحة ماكنت متشجع لهذا الخيار ابدا ولا واثق ابدا اني بقدر اسلكه بنفسي ولكن بيكون المنفذ الوحيد لاكمال الرحلة, وجوليا كانت تخطط لي المسار الثاني هذا على اعتبار ان ممكن يصير رفض للتأشيرة حتى وان كان عندي موافقة. ولما وصلت اسطنبول كانت مهمتي الاولي هي مب زيارة البازار المصري ولا زيارة ايا صوفيا او التسوق في الحي القديم ولكن كانت رحلة الحصول على التأشيرة على جوازي باسرع وقت ممكن لأن عندي بس 3 ايام هناك لازم اخلص فيهم الاجراءات فثاني يوم من الصبح طلعنا انا وجوليا وانجليكا اللي بعد عندها مشكلة في تأشيرتها فحجزنا لنا تاكسي نطلع عليه ثلاثتنا. في اسطنبول انك تطلع في تاكسي هذه بروحها مغامرة ومن بين 100 سواق تاكسي يطلع واحد منهم بس اللي سنع ومحترم ولا الباقي كلهم نصابين عديمي الاخلاق ومن حسن حظنا يومها طحنا في تاكسي شايب وطيب ونزيه. نزلنا عند السفارة وتمينا نحوس بين المباني ندور بنك ندفع رسوم الفيزا ونحصل دولارات ندفع فيها ونصور بعض الاوراق. الشي الطيب ان لقيت موظف من قنصلية قطر ناطرني هناك وسهل لي الاجراءات كلها وسهل اجراء  انجيلكا بعد ووصلنا لين الفندق! في الاخر صارت المعجزة وحصلت تأشيرة العبور ام 5 ايام والحين تأشيراتي كلها صارت جاهزة للانطلاق!

رحلة للوصول الى رحلة

بعد قضاء 3 ايام جميلة في اذربيجان كلت فيها لحم وايد ومافي اي شي غير اللحم ينوكل في اسيا الوسطى! آن الاوان للنطلاق عبورا لبحر قزوين الى تركمانستان وبالنسبة لي هذا يعتبر اليوم الموعود اللي مصرقعني من اسابيع! الوجهة اللي لازم اروح لها هي تركمانباشي وهي اول مدينة في غرب تركمانستان بعد الوصول لها من بحر قزوين. كيفن قال لي يومها ان ممكن نستغرق 12 ساعه في ميناء باكو بس ننتظر يسمحون لنا ندخل العبارة وكان كيفن صادق تمينا ساعات طويلة قاعدين ولا شي يتحرك ولا حد يقوم بأي اجراء لنا اطلاقا! قاعدين فاصخين ملابس الدراجة وحاطينها في الفان علشان نكون خفاف والدراجات صافينها برا وقاعدين في غرفة الانتظار بس علشان يسمحون لنا يشوفون جوازاتنا او يباشرون بالاجراء للخروج. من حسن حظنا ان بيت معانا وبيت هو سواق الفان شخص دمه خفيف جدا بشوش جدا في كل الاوقات اول ماشافنا دايخين قام بطل باب الفان الجانبي وطلع غوري الشاي والقهوة والبسكويت ودلعنا على الاخر وهذا الشي دايما يسويه لما نعلق في مكان. بعد تقريبا 6 ساعات بلغونا نركب دراجاتنا ونصف في طوابير ونطل كل اوراقنا تحضيرا للختم للخروج, وتم تعطيلنا ساعة اخرى حتى السماح لنا ندخل العبارة ولما دخلنا تعطلنا ساعة أخرى نرتب الدراجات علشان تكون الاقرب للمخرج قبل الشاحنات كلها ونربطها ونثبتها مع بعض كلها. واحنا قاعدين نرتب الدراجات شفنا قروب ثاني المان جايين على دراجات كي تي ام يحاولون يصفون دراجاتهم قبلنا بس دوم (مساعد كيفن) قدر انه يتخطاهم ويصف ويثبت كل الدراجات قبلهم. طبعا بدون موافقة القبطان محد يقدر يحط اي شي في اي مكان. بعدها رحنا ندور كبايننا اللي بننام فيها ومهم جدا كل واحد يختار رفيجه اللي يرتاح له يشاركه هالكابينه وانا كنت من المحظوظين اللي شاركت 5 اشخاص نفس الكابينه وهم كيفن وبيت ودوم وياريس وانتوان ويوبي! وهذول كلهم شلتي وربعي. دخلنا العبارة يمكن الساعة 6 المساء وماسوينا اي شي الا اننا قاعدين نسولف ونضحك والشلة اللي تشرب بطلوا غراشهم وحثلوها وسكي طول المساء وغرفتنا كانت هي مركز العمليات اللي الكل يجي يشرب فيها وبدوا يسكرون بدري وماكنا عارفين الساعة كم بتتحرك هذه العبارة فقعدوا الشباب يشربون علشان يتناسون موضوع الانتظار وصارت اصواتنا عالية وضحك حتى دخل علينا حد من افراد الطاقم وصارخ علينا اننا ازعجنا الجميع بالصراخ وهددنا بالطرد! مهم جدا ان الواحد مايتفلسف او يسوي اي فوضى في اي من الدول اللي اخرها (ستان) فالتزم الجميع درجة اقل من الصمت. على الساعة 12 بالليل بدت تمطر شوي وفجأة نفس الشخص اللي حذرنا قبل شوي من الازعاج يطق الباب مرة ثانية ويقول لنا نحرك دراجاتنا من اماكنها الى مكان آخر حدده القبطان الجديد اللي تغير فجأة! طلعنا انا ودوم ويوبي وكانت الارض تزحلق وكنا حفاه ودوم معصب حده وقتها وكان القبطان واقف ولابس جاكيت جلد اسود ويقول لنا:
ماي فرند ماي فرند (حركوا الدراجات ولا ماراح تكونون ماي فرند وبطردكم)
دوم ركب راسه وكان سكران حده قال له مب محرك ولا دراجة قام الكابتن يصارخ في الطاقم يقولهم قوموا روحوا قعدوهم كلهم يحركون الدراجات ولا كلهم بينزلون الحين! قمنا انا ودوم ويوبي نحرك الدراجات ونبطلهم ونفك الحبال وقاموا شالوا واحدة من الحاويات ارفعوها علشان ناخذ مكانها وهي تاخذ مكاننا. المشهد كان دوم يحرك الدراجات يتحلطم ويسب و يوبي يصور ويضحك وانا اتفرج واحاول احرك الدراجات ودوم يقولي خلها. بعد صفيناهم الصوب الثاني وخلاص بنروح ننام تفاجأنا بواحد يطلع من مدخل صغير في وسط البيبات ووسط الدراجات يتحلطم ان الدراجات مسكره طريقه وهو من فنيين غرفة المحرك! فاضطرينا بعد نحرك الدراجات شوي ندزها للخلف. على الساعة 1 بالليل تقريبا تحركت العبارة اخيرا مخترقة بحر قزوين ! كنا وقتها نايمين كلنا!

الدراجات بعد ماحركناها للمرة الثانية قبل لايجي الفني ويطلب نحركهم بعد

دوم سكران ومعصب لأننا حركنا الدراجات في المطر بالليل

يوبي قائد حملة اللعب في الكابينة

اول مادخلنا العبارة قبل تنظيم الدراجات

صورة مأخوذة من سناب شات اثناء الانتظار في باكو

رحلة الثلاثة أيام على متن العبارة

مب عارف بالضبط هذه (الرحلة الى تركمانستان) بتستغرق لأني كل ما اقرب منها تصير اطول واصعب من مجرد الحصول على الفيزا! صحيت الساعة 9 الصباح رحت اتريق والريوق في العبارة اشبه مايكون طعام السجن, صحن صغير و قفشة عيش وقفشه مرق او بيضه وبرتقالة وقطعة توست في صحن ستيل. خذت صينيتي وقعدت على طاولة فيها سواقين شاحنات ولا واحد فيهم يعرف انجليزي الا واحد منهم بلهجة ركيكة سالني من وين قلت قطر! قام اشر وقال بالعربي: عمي يشتغل في سفارة قطر في انقرة! هو ماكان عربي بس من كثر اسفاره من والى الدول العربية صار يتكلمها بطلاقة. وهو يبدو لي انه كردي.خلصت ريوقي رجعت الصينية ورحت خذت لي غفوة لمدة ساعتين. قالوا لي ان هذه الرحلة بتستغرق 3 ايام لقطع بحر قزوين من الغرب الى الشرق وهالشي خلاني استنكر يعني بحر قزوين مب من كبره! رحت طلعت جهاز القارمن علشان اشوف السرعة طلعت سرعة العبارة 18 كيلومتر في الساعة! لذلك يفترض ان 3 ايام شي معقول ولكن بطء شديد! رحت مرة ثانية للميز علشان اتغدى وجدامي وحدة المانية من القروب الثاني تتحلطم ان حاطين دياي في صحنها وهي نباتية! وعقب هذا كله قبلت يعطونها باستا خالية, انا طبعا مابغيت اقعد حذاها رحت في زاوية بنفسي على طاولة تشيل شخص واحد وقعدت اكل واشوف قصاصات جرايد قديمة مثبتة على الجانب من الطاولة. القصاصات عبارة عن مقالات عن العبارة نفسها من ايام الاتحاد السوفييتي في الستينات!!! ومازالت في الخدمة, هذا الشي اللي خوفني صج وخلاني اكون على اعصابي بس مافي اي خيار ثاني! اسوأ شي في هذه العبارة اننا تمينا 3 ايام بدون سبوح وننام 6 اشخاص في غرفة وحدة!

سرعة العبارة كما هي موضحة على جهاز قارمن

الباستا مع دجاج هي وجباتنا اليومية غداء وعشاء

3 ايام بدون سبوح

مغامرة الجوازات والجمارك

وصلت العبارة اخيرا الساعة 3 الفجر الى ميناء تركمانباشي ولكن بدون الانتظار بدون اي سبب ماراح تصير الرحلة كاملة! فالانتظار على متن العبارة قبل لاننزل استغرق حتى الساعة 9 الصبح! كنت اشوف افراد الامن بلبس الجيش في كل زاوية ماسكين رشاشات ومنهم قناصة وماكان مسموح لنا حتى نرفع موبايلاتنا. الوضع ذكرني بلعبة ميتال جير سويد في بلايستيشن! على الساعة 9 نزلنا من العبارة صف واحد بالدراجات وواحد قال لنا نصف في مكان وبعد دقيقتين جانا واحد ثاني صارخ علينا وحركنا زاوية اخرى وبعدها واحد غيرهم حركنا الى مبنى الجوازات والجمارك! وهناك التقينا في كاظم واللي هو المفروض يرتب اجراءات دخولنا. في دول اسيا الوسطى لازم يكون لك شخص نفس منسق للرحلة بشكل رسمي ولا ممنوع تدخل وتتجول على كيفك. اضطريت انتظر ساعة أخرى حتى يوبي طلع من المبنى وينادي: وين العربي؟ شكلهم الجماعة كانوا ناطرين وصولي اللي اطلبوني بالاسم! دشيت داخل ودخلوني غرفة مستطيلة مافيها الا مكتب واحد و4 افراد امن لتبدأ رحلة أخرى!

يوبي الفقير غطت عينه في الشمس واحنا ننطر ننزل المينا

كان ضابط قاعد على الكرسي وجنبه عسكري واقف ويسألوني أسئلة وايد والكثير منها مكررة وهذا الاسلوب في التحقيق معروف بالنسبة لي واضطريت اتماشى معاه! مثل: تتكلم روسي؟ من متى تتكلم روسي؟ وين تعلمت اللغة الروسية! ووراه في لوحة عليها قائمة بالارهابيين المطلوبين ونصهم من داعش ونصهم من القاعدة ومعظمهم عرب. كان الضابط يشوف صورتي في الجواز ويطابقها مع قائمة المطلوبين! وبعدين سألني اذا اصلي او لا؟ انا توقعت اذا قلت اي اصلي راح ابهرهم وبيقولون او هذا مطوع خل نخليه يروح! بس طلع العكس!

الضابط: انت تصلي؟

خالد: اي اصلي

الضابط: 5 مرات في اليوم تتوضا وتصلي؟

خالد: اكيد انا مسلم مثل مانت عارف

الضابط: يعني انت تحب الجهاد وتبي تجاهد؟ علشان ال70 حور العين اللي فوق ها؟

خالد: لا لا لا لحظة اصلا انا ماصلي ولا مؤمن بأي ديانة انا بس انسان ماعرف اصلي اصلا!

الضابط: اوكي اتفضل معاي اشرب واين اوزبكي اصيل

خالد: انا ترى ممكن اشرب بس لاتنسى اني بسوق الدراجة بعد شوي وهذا خطر صح؟

الضابط: صح صح انت تفكر صح! انزين انت تتكلم روسي؟

السؤال هذا سألني اياه يمكن 25 مرة وبعدين لاحظ ان معاي جهازين موبايل تم يسألني ليش موبايلين شعندك؟ والمشكلة ان الموبايل الثاني ماعطيني اياه الجزيرة علشان ادش فيها لايف واذا افتحوه بيشوفون كل شي وبتصير مصيبة! تميت 15 ثانية ماعرف شقول لهم! بعدين ترجلت وقلت له:
صديقي, انت ريال وانا ريال, واكيد بتفهمني, واحد حق زوجتي والثاني حق حبيبتي!

فجأة كلهم انفجروا من الضحك وكأني صرت رفيجهم وكل شوي واحد يطق ظهري وحسيت نفسي بطل معاهم! بعدين قال اوكي خلنا نشوف كل صورك في الجوال! تم يشوفهم صورة صورة فيديو فيديو ويسأل عن كل صورة وتمينا يمكن ساعة وربع وهو يلفلف في صوري واخر شي سألني اذا عندي فيديوهات سكس او رقص شرقي؟ وبعدين طلع جواله وشغل لي فيلم سكس وانا قعدت ابين له اني منبهر من الفيديو ماله! هذه اللحظة حسيت انها تذكرة خروجي من مكتبه ودخولي للمدينة! ودخلت تركمانباشي على الساعة 5 العصر

أي شي صار في تركمانباشي يظل سر في تركمانباشي

على الساعة 7 المساء اخذنا 3 سيارات تاكسي ورحنا تعشينا عشاء جماعي مع كيفن والشلة كلها, كالعادة كلنا لحم وايد ولحمهم دايما ينطبخ بدهون مشبعة! خلصنا عشانا ورجعنا الفندق ويوبي قال خل ننزل نشرب شي انا وانت وانطوان انا نزلت اقعد معاهم ولعبنا بليارد احنا الثلاثة وكان بار كبير وشبه فاضي, طاولة البليارد اللي جنبنا فيها بنتين حلوات يعني تقدر تقول اعمارهم بين 18 و 20 سنة طول الوقت يتكركرون ويلتفتون علينا متوقعين ان احنا نبادر ونكلمهم بس كنا في حالنا ونلعب ومبسوطين. فجأة جانا صاحب البار يطردنا لان صارت الساعة 10 ولازم كل شي يسكر فورا! مافهمنا ليش حتى بعدين البنت قالت لنا بيصير حظر تجول الساعة 10 بالليل علشان يصير مسح أمني شامل بسبب زيارة الرئيس بكرة وكل واحد لازم يروح غرفته فورا! يوبي رفض يروح قام صاحب المطعم قال له خذ غرشة الويسكي كلها وقلاصين معاك واطلع لازم نسكر حالا! البنت جات قالت لنا: تبون تكملون السهرة؟ انطوان رد عليها طبعا نبي! قالت البنت: انا بطلع صوب البركة وبدخل باب جنبها وانتوا بعد 5 دقايق تعالوا ورانا لاتجون الحين! قلنا اوكي فكنا انا ويوبي وانطوان وياريس ومشينا صوب البرجة ودخلنا غرفة المحرك الخاصة بالبركة ولقينا هناك البنتين ومعاهم واحد كبير كأنه هو مدير المكان وعرف بنفسه على انه خال البنات ودخلنا داخل الغرفة لقينا طاولة بلاستيك بيضا عليها وايد مشاوي مشكلة وسلطات ومقالي! كنا احنا اصلا شبعانين من العشا بس بعد كلنا! وكانت سوالفنا كلها عبارة عن همس وصوت الشوك والسكاكين! اول مرة يصير حوار كامل جذي بالساعات عن طريق الهمس! بعدها بشوي قررت استخدم (العقل) اللي فيني واترك الجلسة! وبمناسبة ذكر كلمة العقل, اللي وصفنا بهذا الشكل هو ياريس لأن كانوا يسمونا الفرسان الثلاثة! انطوان كان الجسد ويوبي الروح وانا العقل! ودايما تلقاني انا اللي اهديهم واسحبهم! لذلك قلت خل اسحب نفسي قبل لاتتأزم الأمور! ورحت غرفتي نمت لأن ثاني يوم طلعة طويلة الى عشق اباد من الساعة 7

منظر عام من مدخل الفندق في تركمانباشي

الرايد الى عشق اباد

هذا اليوم المفترض انه يكون يوم طويل جدا رايد بالدراجة في يوم حار صعب جاف صحراوي والمفروض مانتأخر عن الساعة 7 في خروجنا. ولكن يوبي وانطوان وياريس للحين في السرير ماتحركوا لأنهم ارجعوا غرفهم على الساعة 6 ! يعني قراري كان صائب اني طلعت قبل لاتعتفس الدنيا, اضطريت اروح لهم الغرفة اقعدهم واسحبهم لدراجاتهم! كان المفروض نطع من المدينة في جروب ولكن بعدين كل واحد حر نفسه لذلك انا في بداية يومي كنت اسوق مع انطوان ويوبي وعقب افترقت عنهم لما يوبي قرر يوقف فجأة وانا تخرعت شفيه وقف! تراه شاف جمل! وكان متحمس حده انه شاف الجمل! وانا اقول في قلبي من صجه هذا!؟ شوفة الجمل بالنسبة لي نفس شوفة الكلب بالنسبة لهم! مشيت عنهم وبعد ربع ساعة شفتهم وصلوا لي, وتمينا نسوق مع بعض حتى وصلنا الى عاصفة رملية وهم كلهم خففوا وانا طبعا حسيت نفسي اسوق في قطر وبالتحديد منطقة الشمال, انطلقت اسرع واختفيت عنهم ماشفتهم الا عند المطعم اللي كنا بنلتقي فيه. كل واحد فينا وصله من اتجاه مختلف وهذا يدل ان كلنا ضعنا الطريق الحقيقي اللي كان مقرر لنا نسلكه. اللي تخدم علينا في المطعم كانت بنت صغيرة جميلة تحاول تتكلم انجليزي معانا وسالتني اذا عندي كتب تعلم الانجليزية. المطعم كان يسوي فطيرة باللحم لذيذة جدا بس مشبعة بالدهن وهذا الشي الوحيد اللي يقدمونه والبنت نفسها اللي تخدم هي اللي تحضرهم. بعدها رحت لها المطبخ ابي اصورها وهي تحضر الطلب, وكانت تقول “سوورا سوورا” يعني صورة بس ماكان عندها مانع. بعد هالفطيرة الثقيلة اللي ترقد قررت اطلع اكمل للفندق بس بنفسي واول ماوصلت نزلت للوبي قبل لا انزل اغراضي

يوبي وانطوان و مارتن وانجليكا وكيفن بعد التهام فطاير اللحم

يوبي لما وقف حق الجمل ومتخرع

البنت اللي تسوي الفطاير وكانت مهووسة بتعلم اللغات

فطاير اللحم اللذيذة اللي كلت منهم 2

المربع الرخامي في عشق اباد

انا سميت المكان المربع اللي فيه الفندق البلوك لأنه هو عبارة عن بلوكات او 5 كيلومتر مربع من شوارع نظيفة مرتبة جدا وواسعة واشجار مقصصة بشكل مرتب وجميل ومحطات باصات وكل شي فيها رخام غير الحدايق والنوافير واهم من هذا كله قصر الرئيس اللي في الوسط ومن سوء الحظ ان الفندق لاصق في قصر الرئيس وكل دريشة في الفندق تطل على قصره! وفوق هذا كله ممنوع اي مخلوق يطل من الدريشة! القناصة في كل مكان منثرين وكنت اشوفهم في كل زاوية! الشي الغريب في الموضوع ان العمارات كلها منورة ومبطلة ليتاتها والدرايش كلها مولعة الاضاءة ولكن تبدو فاضية ومافيها شي! هالشي ذكرني في ابراج جميرا في دبي اول ايامها لما كانوا يسوقون لها سنة 2000! قالوا لي عقب ان اللي يركبون الباصات وينزلون هذول مدفوع لهم يسوون هالتمثيلية علشان لو في لحظة طل الرئيس بيكون شاف دولة حضارية وناس يستقلون الباص! الفندق بنفسه شكله مثل القصر وفاخر وايد وفي نفس الوقت فاضي وايد ومافيه الا احنا اللي جايين مع كيفن! اول ماوصلت لقيت واحد كاشخ بثوب وغترة وعقال وفي يده حلويات يوزعها على الكل ولحيته بيضا طويلة واول ماشافني سلم علي وطق خد معاي ومنها عرفت ان هذا هو السيد ناصر طاهر الملحق في السفارة وجاي يستقبلني ويرحب فيني! جزاه الله خير دعمني وايد في الحصول على تأشيرة تركمانستان وماقصر بعد جاني. ولكن ماكان بنفسه! كانت معاه مذيعة التلفزيون الرسمي مالهم ومصور ومخرج! تذكرت, لازم اسوي المقابلة اللي كانوا يبونها علشان احصل التأشيرة. قلت لهم بروح ابدل واتسبح وانزل لهم, قال المخرج لا احنا مشغولين ونبي نقابلك الحين يالله, وانا بلبس الدراجة وعرقي اللي يتصبب قلت اوكي بس طلبت كيفن يجي معاي يتكلم بعد. المخرج قال ان المكان عند القصر ممنوع التصوير فركبوني في البيك اب انا وهو وكيفن والمذيعة ودونا اخر نقطة في هالمربع الرخامي, في ظهرنا المربع ومجابلنا قرى وضعها تعيس وشغلوا الكاميرا وقالت تكلم! قول كل شي عن الرئيس وامدحه وفقط عن الرئيس وباللغة العربية احنا بنتصرف عقب. طبعا ماخليت شي ماقلته في الرئيس يمكن عمري مامدحت حد كثر مدحي له وتغزلت فيه بعد! وعقب كيفن تكلم ولكن تكلم عن شركته والرحلات اللي يسويها وهذا اللي كنت اتمنى يسويه!

كيفن في مقابلته مع التلفزيون المحلي

الجولة المسائية

كانت الليلة الوحيدة لي لاستكشاف عشق اباد لأن ثاني يوم لازم اترك البلد قبل الساعة 12 الظهر واللي بتعتبر نهاية تأشيرة العبور مالتي وبروح الى اوزباكستان وهناك بنتظر الباقي يجوني بعد 3 ايام. سمعنا عن مطعم وبار في البلد انا ويوبي وانطوان قلنا بننزل نروح له مشي كلنا ومنها نستكشف المربع الرخامي اللي مسويينه للرئيس! وقعدنا نراقب حركة الباصات شلون تنزل الناس وترد تطلعهم من محطات ثانية وهم ساكتين ولا كلمة وكأنهم الات مب بشر! مرينا جنب الابراج والعمارات المولعة والفاضية وماشيين على حسب التعليمات ان مانصور اي شي من هالاشياء لأن بيمسكونا على طول. ولكن لقافة انطوان! الا يصور شي, واول ماصور في خلال ثانيتين طلع لنا رجل عسكري برشاش وقال التصوير ممنوع! طلب موبايلاتنا كلها وقعد يشوف الصور ويمسحها, وكان المفروض يقبض علينا وننسجن ولكنه كان طيب بأنه مسح الصور وقال لنا مانكررها مرة ثانية! انا بصراحة ماتوقعت ان البلد بهالشدة والصرامة! بعد العشا التقينا في بعض الرحالة السويسريين اللي ادخلوا تركمانستان عن طريق ايران بالدراجات النارية مالتهم وعبروا الطريق الصحراوي اللي انا بقطعه ثاني يوم الصبح بنفسي واوصفوه كأنه الطريق للجحيم او مملكة الحفر الكبيرة واني لازم احاسب لانه طريق مهجور وصعب جدا! عقبها على طول تركت انطوان ويوبي ورحت الفندق وشبكت على الواي فاي احاول ادخل اي موقع مايفتح شي! تذكرت اني في تركمانستان وكل شي ممنوع في هذه البلد وكأنه برنامج بيغ بروذر بس بشكل كبير!

الطريق الطويل المليان حفر

قعدت الساعة 3 على عجله رتبت كل شي بسرعة علشان اطلع باسرع وقت قبل لايطلع النهار وتتسكر الشوارع خصوصا انا جدام قصر الرئيس, نزلت احط اغراضي في الدراجة وانصدمت كمية الليتات في المدينة شلون والعة وولا شي منها تسكر! كنت ميت من الجوع بس قلت هم شي اطلع من المدينة الحين وعقب بلحق اكل في اي محطة في الطريق. شغلت القو برو علشان اصور اي شي من هالمربع الرخامي او قصر الرئيس بدون ماحد يشوف وانا طالع من هالمدينة, ومسكت الطريق ولكني ضعت وانا احاول اتجنب قصر الرئيس! ماكنت عارف في اي لحظة ببدا الطريق الخطر ولكن عارف ان المشوار كله تقريبا 700 كيلو اذا مب اكثر ولما بدا يطلع النهار شوي بديت احس الطريق بدا يصير مزعج والحفر بدت تزيد وتتوسع وتصير اعمق هني عرفت اني بديت ادخل مرحلة الخطر! حسيت نفسي في لعبة بلايستيشن اتجنب هالحفر وسرعتي بدت تقل شوي شوي! شي اكيد مابي اسوي حادث في هالمكان, لا شبكة جوال ولا محطات بترول ولا سيارة دعم لو بنشرت رحت فيها! هني تذكرت السويسري اللي قابلته قبلها بيوم لما قال لي لاتسلك الطريق الرئيسي ولكن خذ الطريق الموازي او الرمل اللي على الجنب مافي حفر لكن في رمل لكن يظل احسن من الحفر! وفعلا انطلقت بسرعة اكثر لما بديت اسوق على جنب الطريق. الطريق كان صمت مطبق لا صوت هوا ولا سيارة تمر او اي ادمي او حتى مخلوق! ماشفت الا سلاحف تعبر الطريق وعقارب وثعبان صغير! استمريت في الطريق نحو الشمال و كل ماقرب من الشمال يتعدل وضع الطريق وحسيت براحة نفسية ان الطريق صار وايد احسن من بداية اليوم. ولكن درجة الحرارة والجفاف لايطاقون, لدرجة اني مرات احس بختنق من داخل الخوذة حتى في قطر في عز الصيف ماحسيت بهذا الشكل! وفجأة شفت سيارة لاند روفر صافة على جنب الطريق وواحد اوروبي طالع منها قاعد يتمشى حولها ويدخن! حسيت بأمل شوي ان في ناس حوالي بس مابغيت اوقف لاني ابي الحق المركز الحدودي قبل وقت الغدا! لانهم يسكرون 3 ساعات استراحة غداء ومقيال عندهم. في الاخر لقيت محطة وقفت عندها وهذه اخر محطة قبل حدود اوزباكستان وقفت اريح فيها ودخلت شريت لي قرص خبز كبير وسجق مجفف كبير بعد, وطلعت سكينتي قصيت منه قطع صغيرة ورميت الباقي وبديت اكل ولكن لاحظت نظرات السكان المحليين يشوفوني واللي يتسائل واللي مبتسم واللي يحش وانا متجاهلهم! بعدين جوا 4 تموا يسولفون عن الدراجة وانا ولا كأني موجود وهم مستغربين يدورون وين سلسلة الدراجة ومنبهرين من الشافت اللي في ابي ام دبليو! بعدها التفت علي واحد منهم سالني بكم الدراجة بالدولار؟ هذا السؤال اللي كل يوم يسألوني اياه! بعدها سالني انت الماني؟ قلت من قطر, وقعدت اشرح وين قطر وبعدها قال: ااااه عربستان! سلام عليكم! وراح عني ركب البيك اب ماله!

كم مرة ضعت وانا احاول اتجنب اكون قريب القصر الرئاسي

كانت بتكون جريمة كبرى لو دروا اني صورت القصر بالقو برو

تبدوا الشوارع وكأنها مدينة متحضرة ولكن بعد كم كيلمومتر الشوارع تصير خرابة

السجق مع الخبز اللي كلته في المحطة واللي سبب لي تسمم

حدود اوزباكستان – تركمانستان

أخيرا وصلت مدينة دوشاغوز اللي تعتبر آخر مدينة قبل المركز الحدودي وفي هالمدينة الناس يصفقون لي وياشرون لي ويحييوني وكأني بطل قومي عندهم والكل يبي يصور معاي وانا هدفي كان اوصل المركز الحدودي باسرع وقت ممكن! وفي هذه اللحظات حسيت سيارة ميني فان لاحقتني وتحاول تكون جنبي على الطريق كل شوي وانا بديت اتضايق من وجوده حتى اعترض طريقي واضطريت اوقف! هني حسيت انه هو من الأمن لأنه نزل من السارة بسرعة وطلع جواله وعينه على الدراجة وهو يقول لي: ماي دريم ماي دريم! بمعنى حلمه هذه الدراجة, وطلب مني اصوره وهو قاعد عليها! هو كان قصير ومتين شوي وركوبه الدراجة بيكون صعب شوي وتحدي واضطريت اساعده. وانا قاعد اساعده يركب وقفوا 3 سيارات ثانيين ويبون اصورهم بعد! هني انا اضطريت اعتذر منهم لأني ابي اوصل المركز بسرعة وفي هذه الاثناء الريال الدب اللي على الدراجة قاعد يحاول ينزل وانا نسيته وانشغلت مع الناس الثانيين اللي يكلموني وهو نزل من الجهة الثانية من الدراجة وفجأة لقيت الدراجة قاعدة تميل معاه بتطيح! واروح اركض وامسكها واسحبها, وبديت اصرخ عليه بالعربي شفيك انت ماتفهم ليش ماقلت لي تبي تنزل؟ وبعدها على طول اعتذرت منه واعتذرت من الباقين وانطلقت للمركز الحدودي ولكن للأسف لما وصلت قد المركز قاعد يسكر وقالوا لي تعال بعد 3 ساعات ولكنه عطاني قرص خبز كبير وغرشة ماي قال تغدى وارتاح هني لين نناديك. وفي هذه الاثناء شفت اللاند روفر وصل وشفت اللوحة من هولندا, قعدت معاهم وسولفنا عن السفر, طلع ريال وحبيبته بدوا رحلتهم من امستردام لين منغوليا وبيوقفون هناك ورفيجه الثاني وحبيبته بيسوقون السيارة نفسها من اولانباتار (عاصمة منغوليا) الى امستردام, البنت طلعت كيس ابيض فيه مشمش وعطتني كم حبة وانا قصيت نص الخبز وعطيتهم اياه وقعدنا نسولف عن ان شلون العالم امان اذا مانسمع الاخبار خصوصا ان هذيك الايام يحذرون من السفر الى تركيا بسبب تفجيرات داعش وان ماشفنا شي وقتها هناك وهي وحبيبها ايدوني على كلامي وتمينا مع بعض قاعدين على الرصيف ونسولف لين افتحوا المركز الحدودي. الضابط صوت علي وعطاني فورمات اعبيها كلها مكتوبة بالروسي ولكن واحد من مساعدينه ساعدني شلون اعبي الفورم وبعدها عطوني فورمين ثانيين اعبيهم وعقب ودوني فتشوني قبل خروجي وقالوا لي اروح حق ضابط المركز اللي تم يسالني اسئلة زيادة وسألني بعد اذا اتكلم روسي بس هذه المرة سألني 3 مرات! وعقب عطاني قلاص ماي وقال اشرب! قلت لا شكرا مابي! قال اذا ماشربت ماراح تطلع من المركز اليوم! حسيت انه يبي يسممني اول شي عقب قلت بشرب نصه وبمشي, وفعلا طلعوني اخيرا ووصلت المركز الاوزبكي عقب 500 متر ومجموع ساعات التعطيل في مركز تركمانستان كان 4 ساعات.

لما وصلت جهة اوزباكستان حسيت نفسي تنفست الصعداء وافتكيت من تركمانستان وطلعت من أكبر سجن في العالم بس ترى مركز حدود اوزباكستان ماكان وايد ارحم! اول ماوصلت قالوا لي انزل بدراجتي في نفس بركة ماي معقمة تشيل منها وسخ البلد اللي جاي منها! وبعدين اول ماوصلت المبنى قالوا لي لازم دكتور يفحصني وتموا يدورون الدكتور! وهم يدورونه انا اشوف واحد يصبغ الرصيف لابس بالطوا ابيض وقاعد اقول في قلبي تخيلوا يطلع هذا الدكتور! فلما صوتوا عليه طلع هو الدكتور قاعد يصبغ الرصيف! خذني معاه وفي يده البروش دخلني وكشف علي وقال مافيك شي, بعدين تمينا 3 ساعات نحاول نقرا لوحة دراجتي عن طريق نظامهم! فاللي خلاني اسويه اني اصف الدراجة بالعكس وكل شوي يقول لي غير الاتجاه جدمها, لا رجعها, لا جيبها على جنب, مافي فايدة! آخر شي جاب ورقة مكتوب عليها رقم دراجتي وحطها على الدراجة علشان يقدر يصور وبعد مايصير! في هذه الاثناء الدكتور قاعد يصبغ الرصيف للحين وقام الشرطي صوت عليه يساعده وراح الشرطي خذ البروش وبدا هو يصبغ والدكتور راح يضبط السيستم! هني قلت انا كل واحد ممكن يسوي اي شغلة في هالبلد صج نظام شيوعي! في الأخير الدكتور قال مايصير ورجع الشرطي يحاول زيادة! في هذه الأثناء بديت أحس اني قاعد أمرض وان معدتي قامت تقلب علي, وحرارتي بدت تزيد وبديت احس بارهاق شديد! حسيت بتنين داخل بطني! لايكون السجق اللي كلته خربان؟ بس أكثر شي حسيت فيه حرارة شديدة واعياء وهم للحين يحاولون! قمت انسدحت على ظهري ماقدرت حتى أقعد وبعد فترة طلع الشرطي معصب وقال خلاص سويته يدوي! طيب كنت سويته من البداية يا طيب! عقب دخلوني للتفتيش وعفسوا اغراضي كلها ودخلوني اوزباكستان! هني في هذه اللحظة ماكنت قادر اشوف جدامي ابي اوصل خيفا بأي شكل من الأشكال! وخيفا عبارة عن مدينة مسورة نفس المدن القديمة وفيها بوابة وانا ماكنت عارف اذا بدخل بدراجتي داخل هالمدينة ولا لا! من حسن حظي ان خيفا مدينة حدودية يعني ماراح اسوق اكثر من 30 كيلو حتى اوصل بس هال 30 كيلو كانوا كأنهم 3000 كيلو من التعب! كنت اسوق بعين مسكرة وعين مبطلة ومنسدح على الدراجة ولما وصلت البوابة الكبيرة لقيت مكتوب (أدخلوها بسلام) و (خوش أمديد) حسيت براحة نفسية وسلام فعلا! ودخلت من التعب في وسط المارة والسياح حتى وصلت باب الفندق صفيت جدام الباب ونزلت ابي غرفتي وانا اقول لمدير الفندق: انا مريض ماقدر اتنفس ابي ارتاح وبالليل بشيل الدراجة قال اوكي مافي مشكلة عطاني الغرفة وفصخت كل ثيابي وانسدحت بس التعب كان مسيطر علي! اتصلت البدالة والخط يشوش وايد ماسمع شي قمت صرخت ابي دكتور بموت! بعد 10 دقايق اسمع صوت الاسعاف وقلت في قلبي لايكون هذا جايني انا! وفعلا طلع الاسعاف جايني انا وطلع لي الغرفة دكتور وممرضة و2 من موظفين الفندق, انا فتحت لهم الباب مفصخ تماما بس ماكنت مفتكر بصراحة من التعب كنت ميت ورجعت انسدحت! والدكتور فحص علي وقال تسمم وعطاني كم أبرة وحبوب وقال بعد ساعة بتكون بخير! انا ماعرفت شلون احاسبهم قمت قلت لصاحب الفندق: ممكن احط الفاتورة على الغرفة؟ قال لي ان هذه خدمة مجانية من الحكومة بس ممكن تعطيه بخشيش 15 الف سوم (10 دولارات يمكن) وعطيته هو والممرضة, وبعد ساعة فعلا خفيت ونمت نومة الشخص اللي انهى رحلة تتكون من عدة رحلات الا وهي رحلة تركامنستان.

الورقة اللي حطها موظف الجمارك محاولا انه يدخل الرقم في السستم