بس 20 دقيقة قبل اقلاع الطيارة, انسدحت على الكرسي وقعدت اشوف الصور اللي صورتها في سفارتنا في الارجنتين لاني قررت اروح لهم وانا على طريقي للمطار شكر وعرفان على اللي سووه معاي والاستقبال الكبير. قعدت مع سلمان الخليفي وعطاني سيجار احتفالا بالرحلة الكبيرة اللي خلصتها (بين القطبين) وقبل لاطلع خذت كم صورة معاه جدام العلمين القطري والارجنتيني. الجو كان سيء جدا والمطر غزير لدرجة كنت اشوف سيول الماي على جانبين الطريق. اللي خرعني اكثر ان السواق ماكان واثق اني بلحق على طيارتي مع اننا طلعنا 6 ساعات قبل مغادرة الطيارة, نرجع لموضوع الصور, كنت قاعد اختار اي صورة بنزلها في السوشال ميديا وامسح باقي الصور خصوصا اللي طالع فيها دب ولا ويهي غلط, كنت احاول اضيع وقت ومافكر في القرار اللي اتحذته اني ماروح قطر وفي المقابل رايح المانيا على اللفتهانزا, الرحلة بتكون طويلة جدا, خل استمتع في هالايام اللي جاية واستقبل عيالي في المانيا واقضي معاهم اجازة جميلة

الصورة الأخيرة من سفارة قطر في بيونس ايريس قبل المغادرة للمطار

هذه الصورة صورتها قبل الانطلاق في الطيارة وكتبت اني طالع اجازة طويلة جدا

فور وصولي لنقطة النهاية استقبلني سلمان بن نابت الخليفي وخذني مطعم سي فود محترم قبل التوجه للفندق

السيجار اللي اعطاني اياه سلمان الخليفي احتفاء بانتهاء الرحلة

هذا المشهد نقلني الى بعد شهر اللي هي رحلتي اللي بعدها من المانيا الى الوطن! رحلة ال6 ساعات اللي حسيتها كأنها 60 سنة من القلق والترقب, ومثل المرة اللي طافت طلعت جوالي وقعدت اطقطق بين الصور وانا متلحف تحت لحاف الطيارة ومتكلوت من قبل لانطير وقاعد اتسائل: الحين يسوى كل هذا اللي سويته؟ هديت شغلي وانحسبت غياب وقاعدين يدوروني! تسوى اني ممكن انزل وعادي علي تعميم فرار ويمسكوني من المطار؟ لا لا ماعتقد! اصلا انا المفروض اعتبر بطل لان اللي سويته بعد مب شوي واللي انجزته حق قطر مب شوي وأكيد بيكلموني اقابل سمو الأمير وبيكرمني ان شاء الله وبعدين بروح بطلب التقاعد وبحصله. اعتقد هذا بيصير مسار الموضوع

اعلن الكابتن عن الاقلاع وحطيت الجوال على وضعية الطيران وقمت اشغل نفسي سواء بمجلة او اشوف اي فيلم حتى الوصول للدوحة وكل شوي اشوف الساعة افكر انها عدت ساعة او ساعتين بس يطلعون كم دقيقة! يعني كل دقيقتين او 3 دقايق اشوف الساعة وبالنسبة لي كأنهم 3 ساعات! كانت اطول رحلة طيران سافرتها في حياتي, بل انها اطول من بين القطبين بكبرها! فتميت اسوي عدة سيناريوهات في راسي على اللي ممكن يصير لي لما اوصل الدوحة! ياتري صج علي أمر قبض؟ وبيمسكوني في المطار؟ وبيتلوني من المطار للحجز؟ ولا بيحجزوني في المطار؟ كل هلاسئلة كانت تدور وتتكرر في راسي طول الرحلة! وكلها ممكن تكون مبالغة شديدة ترى بس انا طبيعتي اتوقع الأسوأ علشان مانصدم بعدين. معقولة كل هذا لأني غياب؟ علشان اتجنب التبرير الحين, كنا على وشك الهبوط للدوحة وقعدت استعد اشحن جوالي واركب الشريحة القطرية واجهزها وادخل الكيابل والشواحن في شنطتي وشنطة الخوذة اللي شايلها معاي, نزلت الطيارة وهيأت نفسي نفسيا لأي شي ممكن يصير لي!

أخيرا طلعت من الطيارة وانا اتلفت يمين ويسار ادور علامة المخرج, كانت خطواتي أسرع من باقي المسافرينحتى وصلت المفرق في المطار اللي يفرق بين الترانزيت والداخلين للبلد, لمحت ضابط برتبة نقيب واقف بدريسه ويطالعني بنظرة خالية من اي تعابير, ماكنت متأكد اذا كان يشوفني ولا يشوف اللي وراي, ولكن كوني اسرع واحد من المسافرين كنت الوحيد اللي وصلت صوب الضابط, خففت خطواتي وحاولت قد ماقد اروح صوبه ببطء وفي نفس الوقت يدي تدور جيوبي علشان اطلع جوالي! هل معقولة هذا ينتظرني علشان يقبض علي؟ صج يعني علي تعميم فرار؟! والمصيبة انه طول الوقت قاعد يطالعني كأنني الهدف ماله! قربت منه وتغيرت حركة جسمه انه بيقولي شي, طلعت جوالي وتوني كنت بقول له: الله يخليك بس تسمح لي اتصل في بيتنا اطمنهم اني مب جاي الليلة! ولا قاطعني وقال: حمدلله على سلامتك يا بطل! الشباب ناطرينك برا! شنو! من انت؟! ليش؟! شسالفة!؟ حسيت ان حد نزل صندوق ثلج على راسي! وكمل: انا هني موصيين عليك الشباب اللي برا من الهوغ (نادي ملاك دراجات هارلي ديفدسون) وانا بايكر بعد واعتبرك بطل! ومن المؤسف اني مداوم اليوم ولا كنت طلعت معاكم بالدراجة! وركبني على السيارة الصغيرة ووصلني لين الخارج وهذه اللحظة المميزة اللي حسيت فيها اني بطل والقلق والخوف شوي ابتعدوا عني وحبيت اعيش اللحظة. خصوصا لما اتذكر ان ابوي من ضمن المستقبلين لي برع واللي عمره مايفوت مثل هاللحظات, حسيت بالبطولة لما وصلت عند المستقبلين وجوالاتهم مرفوعة صوبي تصورني واولهم كالعادة عبدالعزيز العبدالله بويوسف دايما مستقبلني, وبعدها علي سلطان لبسني طوق ورد في الوقت اللي كنت اتلفت ادور ابوي اللي وقتها للحين ما وصل. سمعت صوت دراجات تزمجر برع ودخل عبدالله المحشادي يصوت: يالله يالربع المرور مب مخليينا نصف وايد يالله خالد بنروح الهارلي والكل بيجينا هناك, طلعت خوذتي من الشنطة وركبت البايك ورا عبدالله وانطلقنا الى الهارلي في موكب جميل من دراجات مختلفة في شوارع الدوحة اللي ماشفتها من 7 شهور! وقفنا عند وقود ويءلعون معانا دراجات اكثر كانوا ينطرون حتى جلبتي ايفي كانت هناك ووصلنا وكالة الهارلي وبدا الحفل من هناك!

وصلت الهارلي ولقيت بايكات وايد زيادة ناطرين وزحمة كبيرة ومشاهير السوشال ميديا صحفيين من كل الجرايد, اصدقاء قدامى, من الاهل والاصدقاء بعد والقرايب, حتى كل القنوات جاية تغطي وعمري ماصار لي شي نفس هذا قبل, قضيت وقت طويل اتكلم للاعلام وصار لي تكريم من قبل الهارلي بعد وعطوني صديري عضوية شرف, لطالما اني كنت دايما اتطنز على هالصديري في الاخير حصلته بشرف, القيت كلمة بسيطة بوجود والدري الغالي وصورت مع ناس وايد, حسيت بأني بطل العالم خصوصا لما اشوف نظرات ابوي من بعيد يطالعني بفخر, هي نفس النظرة لما تخرجت من الجامعة واللي شافني فيها! هي نفس النظرة اللي تقول لي: ارجوك وقف رحلات كفاية اللي صار لك يبا!

سعادة سفير الأرجنتين كان من أول المستقبلين لي من بعد عودتي للدوحة

صورتي مع والدي الغالي اثناء تكريمي بعضوية الشرف من قبل نادي ملاك هارلي ديفدسون

فقرة الحديث للمتواجدين وشكرهم وكان جنبي اخوي الدكتور حمد الجابر وعبدالله المحشادي رئيس الهوق وقتها

بعد الاستقبال المهيب والمقابلات بقت لي مقابلة أخيرة مع قناة الكاس ولكن هذه المرة في الاستوديو عندهم, فركبت الدراجة مع عبدالله المحشادي وخذني لهم على طول. وفي اثناء التحضير والميك اب والانتظار للدخول لايف في الاستوديو افتح جوالي القطري والقى هالرسالة: حمدالله على سلامتك, مر علينا بكرة الساعة 7 الصباح تحقيق بسبب الغياب! هذا المسج سبب لي ربكة كبيرة كانت واضحة على وجهي واللي شاف المثابلة حس فيها والبعض برر بسبب الارهاق ومع ذلك اعتقد تماسكت نفسي. اسعر يوم في حياتي ماكان الاسعد بعد!