منسدح على السرير في يوم ماطر ليلة الكريسمس في وسط سنغافورة عقب يوم طويل جدا مبلول جدا مشي وايد ومنسدح في الفندق هلكان من عقب المشي, كنت اسمع نوف بنتي تغني وهي تتسبح وانا في نفس الوقت العب في موبايلي احاول ادور اي رحلة اطلعها بالدراجة عقب رحلتيني الاخيرات الهملايا الهندية وتايلند. كنت قاعد افكر في طريق الحرير بالتحديد فدشيت قوقل وكتبت: طريق الحرير على دراجة نارية. اول رابط طلع لي كان موقع جلوب بسترز فتوغلت في الموقع وقعدت اقرا اكثر عنه وبديت اقرأ عن كيفن وجوليا ساندرز وبحثت عنهم في غوغل واطلعوا عندهم رقمين قياسيين في غينيس! اووف الحين هذول المشهير من صجي بيردون علي؟ ماعتقد حتى بيلتفتون على ايميلي. بس قلت خل اكتب لهم ايميل واشوف اكون على الاقل جربت فرصتي معاهم! فكتبت ايميل على انفو وهو الايميل العام اسأل عن رحلة لندن الى لاهسا في التبت وكانت الصدمة ان كيفن على طول رد علي ثاني يوم! وكان يقول لي عن الرحلة انها في الاساس بتنتهي في بكين مب لاهسا. بعدها تم يسأل عن مهاراتي في قيادة الدراجة بما اني مب مقيم في اوروبا ماتسوى اسافر لين بريطانيا علشان يختبرني. اكتفى فقط انه سأل عن مهاراتي في القيادة وقلت له اني رحت الهند وتايلند ودول الخليج واني بصدد اني اسوي دورات توراتيك المبتدئة والمتقدمة في الشهر القادم. بعد مانتهيت من هالدورتين كان باقي لي 3 شهور وتبدأ رحلة طريق الحرير فبدأت مرحلة البحث عن رعاة رسميين ومالقيت الا قطر الخيرية سويت معاهم حملة لتوفير اطراف صناعية لاطفال العالم وقناة الجزيرة مباشر. وفي هالشهور الاخيرة طلعت وايد على كل القنوات وكنت دايما على الاضواء وهالشي خلى عندي نوعا ما شوية غرور في نفسي واعتبرت نفسي رحالة عالمي من داخلي!
سويت كل التجهيزات اللي علي وشريت كل شي موجود على اللسته وفي شهر 3 شحنت الدراجة الى بريطانيا وفي هذه الاثناء سويت وايد مقابلات تلفزيونية واذاعية ومع الصحف وهالشي زاد الغرور اللي فيني اكثر واكثر حتى اليوم اللي صار ووصلت فيه الى لندن وسقت الدراجة اول يوم لي اسوق فيه الى فندق كراون بلازا واللي هو عبارة عن نقطة التجمع اللي بيصير فيها الاجتماع الاول مع كيفن والفريق اللي بيطلع طريق الحرير كامل. كنت مجهز عدتي كاملة للدراجة واللبس الجديد وتارس كل شي في كل مكان لدرجة ان تاكسي لاحقني مع اغراض زيادة! يومها كل شي كنت لابسه بمافيها اغراض الدراجة كان جديد ويلق كأني مطلعيني من كتالوج بي ام دبليو! بداية هذا اليوم اصلا ماكانت حلوة لأني ضيعت الطريق للفندق مع اني حاط العنوان على القارمن وخذني مكان بعيد وايد من الفندق مع زحمة لندن بعد وكان يوم جمعة مصيبة! استغرق مني ساعتين حتى الوصول للفندق ووصلت عند البوابة وكنت واقف انتظرها تفتح. وكنت اشوف مجموعة دراجين واقفين مع دراجاتهم يشوفون وصولي وكنت اتخيل منظري شلون واقف مع كشافاتي الصفر واتخيل اغنية فيلم روكي شغالة كأني البطل اللي دش عليهم بيكسر طريق الحرير! وتنفتح البوابة واللي عبارة عن سيخ للمواقف وفجأة.. افقد السيطرة وتطيح فيني الدراجة جدام الكل!!! أكثر موقف محرج تعرضت له في حياتي كان هذا الموقف, حاولت اتجاوز الموضوع وتذكرت الدورة شلون ارفع الدراجة حاولت اكثر من مرة ماقدرت! فشلة. قمت اشوف شخصين جاييني يركضون يبون يساعدوني ومن بد هالعالم كله من جاني؟ كيفن! ورحب فيني وقال من المؤسف اننا اول مرة نلتقي في هذه الحالة وطبعا ليش ماكنت ابي كيفن اللي يشوفني؟ لأن كيفن حاط في الشروط اذا حس ان اي شخص مايعرف يسوق عدل راح يستبعده على طول من الرحلة وفلوسه بتروح عليه, بمجرد مايلاحظ هو! وللاسف شافني في هذه الحالة وكنت من قلب منحرج وهو اصلا منحرج من الموقف بكبره! عقب قال لي: خالد عادي خل دراجتك هني روح ريح ونزل اغراضك وعقب تعال شيلها من هني وقفها مع باقي الدراجات. وكانت انفاسي عالية وعرقان ومفتشل حدي لدرجة اني نسيت شنطة التانك اللي فيها جوازي وكل اوراقي والخوذة ونسيت القارمن على الدراجة ورحت داخل!
كنت قلق جدا شنو كيفن ممكن يفكر وقتها سواء بياخذني او بيقول انت ماتنفع ارجع بلادك. تميت قاعد برع مع دراجتي وافكر واندب حظي ليش هالشي صار لي في هاللحظة وليش جدام كيفن وحسيت ان مهاراتي وايد اقل من الباقيين, كل واحد حاط مليون ستكير على دراجته كأنه محتل العالم كله! في هاللحظة بالونة الغرور اللي فيني بدت تفش ورجعت لنقطة الصفر! كان المفروض احمد ربي ان صار في بداية الرحلة! يعني تخيلوا هالشي يصير بعد بداية الرحلة؟ او ابدأ الرحلة بهالغرور اللي فيني شنو ممكن يصير؟ لما اظن اني افضل من أي حد معاي؟ يمكن اسوي حادث من اول اسبوع في اوروبا! في هذه الاثناء يطلع شخص ضعيف يجي عند دراجته مع ابتسامة كبيرة وهو يشوفني ويقول لي بالانجليزي بس بلهجة فرنسية: لاتحاتي اخوي انا ترى مثلك! مامسكت الدراجة من كان عمري 17 سنة, بنسوق مع بعض وبنشيل بعض وبنغطي على بعض, انا اسمي هوبير بس تقدر تناديني يو بي! صافحنا بعض ودخلنا داخل مرة ثانية. في هذه اللحظة حسيت شوي براحة نفسية وحسيت ثقتي بدت ترجع لي شوي شوي, ورحت أجهز حق ثاني يوم اللي هو اول يوم رسمي للقيادة من ايس كافيه لندن.
اليوم الاول الرسمي كان ممتع جدا, كل اللي اتذكره اني مانمت الليلة اللي قبلها. كان يوم كبير جدا بالنسبة لي لأني ماكنت عارف اذا بكمل هالرحلة ولا لا, خصوصا ان كانت باقية لي تأشيرة أخيرة ماخلصت للحين وبعد موضوع استمارة دراجتي نسوها شركة الشحن في قطر بس الحمدلله رودي قدر يدبرها لي ويطرشونها قبل الانطلاقة وعطاني اياها في ايس كافيه! تجمعنا واستعدينا للانطلاق في قروب. وقتها ماكنت عارف ستايل الرايد شلون وكنت اظن اننا بنكون في قروب طول الطريق الى فرنسا. بس لما مسكنا الهاي واي بدا القروب يتفكك وكل واحد صار في صوب. انا كنت للحين مب عارف الستايل شلون فتميت مع كيفن اسوق وراه! تمينا نسوق حتى وصلنا مدينة رانش وللحين اتذكر كنا انا وكيفن وجوليا ومارتن وياريس. وقفنا ناخذ كوفي مرتين واخر شي وصلنا رانش. ثاني يوم انا كنت آخر واحد طلع من الفندق لأني ماكنت فاهم الرايد واظن الكل بيطلع مع بعض! مابقى حد في الفندق الا انا وانتوان وكان قاعد شوي مع زوجته يودعها. انا بديت يومي وانطلقت بروحي لما استوعبت ان كل واحد بروحه, ماكانت عندي مشكلة لأن الوجهة القادمة كانت المانيا, فحطيت العنوان فندق ماريتيم في اولم على طول (وقتها ماكنت مستوعب النوت اللي كيفن يعطينا اياها) ان ليش يحط مجموعة عناوين ويخلينا نتبعها؟ ليش مانروح دايركت للفندق؟ وهذا اللي سويته اصلا! ولكن! كيفن لما يحط هذه النقاط فهو يخلي الرايد ممتع اكثر! طرق جميلة, مناظر, قلاع, وطرق يمكن احلى من الطريق المباشر! وانا ماحسيت بنفسي الا اول واحد واصل وللاسف فقدت اشياء وايد ماشفتها في هذا اليوم بسبب قلة استيعابي للنوت! ولا كنت مستوعب شلون استخدم جهاز قارمن بالشكل الصحيح لأني كنت احط العنوان بدل ما احط الاحداثيات واستغرق مني ايام حتى فهمت شلون, ولما استوعبت بديت احس ان الرايد بدا يصير احلى واكثر تحديا! خصوصا لما ضعت في كرواتيا لما كنت احاول الوصول الى دوبروفنيك لأن القارمن عطاني طريق جدا طويل ومعقد! وفي كرواتيا اتذكر طيحت البايك مرة ثانية ومن حسن حظي يومها كنت بنفسي على البحيرة مافي حد الا وحدة كرواتية جميلة تسوق سيارة فان معاها بنتها وشافت ويهي اللي كان يستنجد ومستحي منها والمسكينة نزلت لي وقالت: ماعتقد اقدر اسوي شي بس قلت لها معليش حاولي ترفعين شوي وانا بساعدج! ورفعناها وماقصرت والله!
يوم بعد يوم بديت افهم طريقة كيفن المميزة في الرايد, وكنت وايد معجب في هذا الستايل ومعجب في طريقة ادارته للأمور وشلون اسلوب القيادة عنده وكمية الطاقة الايجابية اللي يطلع لنا فيها في كل يوم الساعة 7 مساء لما يجتمع فينا. عمري ماشفته متضايق او حزين او في مزاج سيء ولا عمري شفته يحاسب حد بعصبية بالرغم اني اعرف انه شديد. وهذه الطاقة الايجابية يحقنها فينا من خلال الاجتماعات اليومية معاه من خلال الاثارة والتحفيز بشكل ايجابي معانا. حتى لما امه توفت في الارجنتين كنت وقتها معاه نشرب كوفي في المحطة ويومها هو اختار انه مايشوف حد ابدا حتى يوم سفره ولكن جوليا جاتنا وكانت تمزح كالعادة حتى بدأت تتكلم عن الخبر السيء هني انهارت وبدت تبكي! مهم جدا وجود هذه الروح لكيفن وجوليا حتى يستمرون الباقي في الرحلة لأنه استمراريتها مرتبطة بالنفسية والنفسية لما القائد يبث فيها الايجابية تكون فوق الروعة!
باختصار شعور جميل جدا انك تحس مسافر وحيد وفي نفس الوقت حد حواليك وتحس بدعم وفان الدعم موجود مكان ما في المسار! فكرة جميلة لاعطاء الرايدر انه وحيد ومستقل وفي نفس الوقت معاه شركاء بس مايشوفهم! ممكن تشوف حد منهم لما تبي توقف حق كوفي مثلا او تتفق مع حد آخر لو تبي تطلع معاه الرايد في اليوم كله او تتواعدون على غداء! او اذا تبي تقوم بدري وتطلع قبل الكل او تبي تنام ساعات اضافية وتطلع اخر واحد! هذه كلها خيارات متاحة لما تبي تسافر مع كيفن وجوليا! شخصيا انا مستحيا اطلع مع شركة الا اذا كانت نفس ستايل كيفن وجوليا وماراح اروح مع نفس الشركة اذا هما مب فيها!