أكد صناع أفلام قطريون ومحليون أهمية مهرجان أجيال السينمائي في توفير منصة للمواهب المحلية لعرض إبداعاتهم وفي دفع حركة النمو والتطور لبناء صناعة سينمائية مستدامة متطورة ومزدهرة. وأعرب 16 صانع فيلم قطري ومقيم عن تفاؤلهم بقطاع السينما المحلية مؤكدين الخطوات التي قطعتها قطر في دعم المواهب السينمائية من خلال مهرجان أجيال والمبادرات الأخرى.

وفي هذا السياق، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي: «إن هذه الأفلام من صناعة مواهبنا المحلية محل فخر واعتزاز لمهرجان أجيال، وهي تظهر نتاج جهودهم، ابتداءً من وضع الفكرة وصولاً إلى التنفيذ، بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام وكذلك مؤسسات تعليمية وثقافية وإبداعية بارزة في قطر. فأعمالهم المميزة صورة تجسد واقع مجتمعنا ووطننا اليوم، حيث تدور الأفلام حول مواضيع وقضايا مهمة منها قيم التسامح والإنسانية والانفتاح واحترام الآخرين والتأكيد على قيم الشجاعة والعزيمة والإصرار».

الارتقاء بالصناعة

نوف السليطي، مخرجة فيلم «قبقب» ، أوضحت بأن الدعم الذي قدمته مؤسسة الدوحة للأفلام ساعدها على تحسين جودة أفلامها وبأن أجيال منصة مهمة للارتقاء بصناعة الأفلام في قطر. وأشارت إلى أن حياتها الخاصة شكلت مصدر إلهام لفكرة فيلمها وقالت: «نذهب لصيد القبقب مع الأسرة في كل عام، وأعجبتني هذه التجربة. لكن الفيلم يحمل رسالة أقوى وهي أن النساء الشابات في قطر يمكنهن تحقيق أحلامهن من خلال العمل الجاد والصبر والإرادة. فلا يجب عليك أن تعتمد على الآخرين ولكن يجب التركيز على تحفيز ذاتك لتحقيق ما تصبو إليه».

منصة مفتوحة

المخرج خليفة المري يشارك بفيلم رحال وهو عن رحلات للرحالة خالد الجابر والذي لازمه في بعض تلك الرحلات ليكتشف ويتعلم ويغوص في بحر الاكتشافات والتأملات في طبيعة الكون والدول والثقافات المختلفة. وأضاف: «صنع في قطر» خطوة مهمة على الطريق الصحيح، خاصة بالنسبة لصنّاع الأفلام الجدد، لأنها تشعرهم بأن باكورة أعمالهم تشارك في مهرجانات سينمائية ذات طابع عالمي، مشيداً بتطور البرنامج على مدار ست سنوات، موضحاً أنه مع اختلاف الأسماء والمسميات يبقى المهرجان منصّة مفتوحة للمخرجين الشباب، لتقديم إبداعاتهم أمام فناني العالم.

تشجيع الشباب

محمد المحميد، مخرج فيلم «فضاء ناصر» أعرب عن تقديره للدعم الذي تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام لتحقيق حلمه في صناعة الأفلام. وقال «لقد طورت الفيلم من الفكرة إلى الإنتاج الكامل بدعم من المؤسسة. فكتبت الفكرة والنص في ورشة عمل حضرتها في المؤسسة، وتلقيت التدريب على أيدي محترفين دوليين ساعدوني على التعلم وتحسين مهاراتي في الكتابة والإخراج». وأشاد المحميد بدور أجيال في تشجيع الشباب على اقتحام المجال السينمائي وتأسيس صناعة سينمائية متطورة ومزدهرة في قطر.

رؤية إبداعية

قالت المخرجة البرازيلية لوسيانا سيكاتو والتي تشارك بفيلم «واحد من 50 مليون» أن برنامج صنع في قطر من الأشياء التي تميز مهرجان أجيال السينمائي، كونه يدعم أفلاماً ذات طبيعة خاصة أقرب إلى السينما المستقلة، كما أنه لا يقتصر فقط على المخرجين المحليين بل أنه يقدم دعمه لجميع صناع الأفلام الموجودين على أرض قطر، ما يساهم في عرض جميع أكثر من رؤية إبداعية للسينما في قطر، نتيجة تعدد الثقافات الموجودة على أرض هذه البلد. وأضافت: البرنامج انطلق منذ خمس سنوات، وكان وقتها عدد الأفلام قليلة، وكذلك صنّاع الأفلام ، وعاماً بعد الآخر تطوّر البرنامج في نوعية ومستوى الأفلام المشاركة، وزاد عدد المخرجين المشاركين، ما يساعدنا على اكتساب خبرات ومهارات سينمائية ستنعكس بالتأكيد على الصناعة المحلية.

 بيئة تنافسية

المخرج نايف حسن المالكي قال إن فيلمه «أنا مب أبوي» هو أول تجربة سينمائية بعد فترة كبيرة من العمل بقطاع الإعلانات، مشيرًا إلى أن «صنع في قطر» تجربة مهمة جدًا، فهو يركز بشكل أساسي على الأفلام التي تنتج في قطر، وهو الأمر الذي شجع العديد من المواهب التي تخوض تجاربها الإخراجية الأولى للمشاركة في هذا المحفل، فهو من جهة يحفزهم على الاستمرارية في صناعة السينما، ومن جهة أخرى خلق بيئة تنافسية عادلة بين هؤلاء الشباب، وهو ما انعكس على تتطور البرنامج وتوسعه عاما تلو الآخر. وأشار نايف أن فيلمه يدور حول استكشاف لقوة الأحلام ومدى أهمية العلاقات الأسرية المتينة ومشاعر الارتباط من أجل الحصول على السعادة. وقال «من المهم لي كصانع فيلم بأن أكتب النصوص الجريئة وأكسر المفاهيم التقليدية لتكون النصوص مواكبة للجمهور في عصرنا الحالي. ومن أبرز التحديات لصناعة الفيلم هو إيجاد الموارد اللازمة. لقد تركت عملي لأكون صانع أفلام وأجد بأن العديد من المؤسسات والشركات التي تقدمت إليها لا تتعاطى بجدية مع صناع الأفلام وتوقعت بأن أقدم لهم أعمالاً بالمجان، وهذا يجب أن يتغير. وأتطلع الآن إلى استكشاف قصص من قطر وأن أقدمها بطريقة ملائمة للعالم من خلال أفلامي».

دعم الصناعة

المخرجة القطرية عائشة الشماخ مخرجة فيلم «جيل الطيبين» قالت أن تواجدها لأكثر من عام ضمن لجنة حكام مهرجان أجيال ساهم بشكل كبير في تشكيل رؤيتها الإخراجية في صناعة الأفلام، مؤكدة على أن أهمية برنامج «صنع في قطر» لا تكمن ليست فقط في منح الفرصة للأفلام القطرية للعرض ضمن فئات مسابقات مهرجان أجيال، بل إن الدوحة للأفلام تدعم صناعة الفيلم بشكل كامل، بداية من تقديم الدعم التمويلي عن طريق صندوق الفيلم القطري، ومساعدة المخرجين على تطوير النص والعمل على السيناريو، ومساعدتهم في مرحلة الإنتاج، ما بعد الإنتاج، حتى يرى الفيلم النور، ومن ثم تقدّم له الفرصة للعرض في العديد من المهرجانات العالمية داخل وخارج قطر.

 متنفس فني

المخرجة العراقية ميسم العاني قالت: المهرجان مهم جداً لجيل الشباب الذي لا يجد من يدعمه ويسانده فنياً، وبالتالي فهذا المهرجان يعتبر المتنفس السينمائي الوحيد لنا كشباب وهو الحدث الذي ننتظره من العام للعام. مضيفة: بفيلم «أين أنت يا مياو»، ويناقش الفيلم قصة حقيقية لفتاة تبحث عن نفسها وبيتها ووطنها المتمثل في الفيلم في بيتها.

المصدر: جريدة الراية