انا سعيد جدا اني اخبركم اني توني راجع من الجزائر للمرة الخامسة وفي هذه الرحلة شركتي موتو كراج اند داينر ساهمت في تسليم الجوائز الخاصة برالي المنيعة الصحراوي بنسخته السادسة, بس ماتتصورون التحدي اللي خضته في هذه الرحلة علشان نوصل للمنيعة, ولكن بالرغم من ذلك كانت ممتعة جدا! سافرت من فرانكفورت الى الجزائر العاصمة طيران واليوم الثاني على طول طلعت طريق بري بالسيارة الى متليلي غرداية وبعدها كملنا الى المنيعة. التحدي الكبير في هذه الرحلة اننا خضنا طريق مليان بالعواصف الثلجية بين البليدة والمدية وبرد شديد في مناطق مرتفعة. والشي المثير للاهتمام ان بعد ماعلقنا تقريبا ساعتين في الثلوج بسبب عدم وجود دعم لازالة الثلوج وقتها, بعد مانزلنا من مناطق المرتفعات والثلوج في حوالي اقل من ساعة , لقينا انفسنا في صحراء جافة وشمس ولا اي اثر لأي امطار او ثلوج وهذه النقطة كانت على اعتاب وحدود ولاية الجلفة. كان في تحدي اخير سبب لناشوي قلق وهو السواق اللي استأجرته كان رجل في عمر ال55 مشكلته الرئيسية انه مايعرف يسوق ابدا خصوصا لما تظلم الدنيا يصير أعمى تماما وهني اضطريت اسوق عنه وايد.

واحنا في الطريق تقريبا كنا في ولاية الجلفة, وصلتني رسالة من صديقي من الاغواط يعزمني على مزرعته وقال لي انها في الطريق على مساري وعرض علي بس اوقف اتقهوى معاه. اعتقد انه شافني في اللايف اللي نزلته في منطقة الثلوج قبلها, بس كانت فرصة حلوة اننا نوقف شوي ونريح ومنها نشوف مزرعته وتنتاج الالبان اللي عنده. صاحب المزرعة هو صديقي الاعلى من الجزائر وهو عاش واشتغل في الدوحة تقريبا 17 سنة وبعدها قرر يترك ويشتغل في الجزائر في مجال انتاج الالبان ومشتقانه. الاعلى قابلته اول مرة في ولاية سطيف بعد مابديت رحلة الصعود الى طاسيلي ومن هذيك الفترة واحنا على اتصال حتى التقينا في الاغواط, وشي جميل التعرف وتذوق منتجاته الرائعة اللي اسمها ديما ديري, وكنا حريصين يومها نكمل الطريق الى غرداية قبل مايحل علينا الظلام

التحدي الحقيقي  بدأ معانا من بدأت تظلم في الطريق, الطرق الصبحت ملتوية جدا والظلام حالك والمصيبة ان السواق مايعرف يسوق في الظلام ومن بديت احس انه بدا يطلع من نطاق الراحة في سواقته, وقفته وصرت اسوق انا عنه لأنه صار يسوق بسرعة جنونية وعلى الطرق الملتوية فجأة يضرب بريك وينحرف يعني ممكن يذبحنا في دقيقة بسبب انعدام الرؤية في عيونه! فبديت اسوق حتى وصلنا الى غرداية وسقنا كملنا حتى وصلنا الى متليلي الشعانبة علشان اقابل صديقي القديم حمزة مولاي, حمزة اللي سكنت عنده لما توقفت في غرداية في رحلتي السابقة واستضافني عنده في بيته وعزمنا على وليمة لحم كبيرة قبل مانكمل الى صحراء سبسب

وصلنا سبسب واستمتعنا في امسية اكثر من رائعة مع الشاي الصحراوي والكاوكاو بين الرمال الباردة ومن التعب نمنا نومة حلوة وانا ليلتها من البرد نمت لاصق في الدفاية, ليلتها البرد كان شديد لدرجة اني كنت احس ببرودة الرمال من فوق الحذاء لما امشي عليها وانا في الطريق الى الغرفة. الغرفة كانت صغيرة ومريحة كأنها ضيافة منزلية وعبارة عن 3 سراير وحمام صغير وجهاز دفاية كبير وهذا الجهاز ليلتها كان أهم شي في الغرفة من ضمن كل شي, يمكن أهم من السرير بنفسه, كوني ساكن في هالغرفة في الصحراء اعتبر نفسي في مكان عالي الرفاهية مقارنة بالاماكن اللي عادة الناس يسكنونها في اماكن الصحراء! صاحب هذا المسكن هو رجل عمره في السبعين من غرداية قضى عمره كله وهو يخدم السياحة والسياح وخصوصا السياح الاوروبيين من فترة السبعينيات لما كانت السياحة في اوج عصرها في الجزائر. بعد فطور خفيف والكثير من الشاي الصحراوي والكاوكاو هذاك الصباح قررنا نكمل الى المنيعة في طريق شوي تعبان واخذ منا الوقت تقريبا ساعتين ونص حتى وصلنا

الجزء الاهم من الرحلة كلها هو الوصول الى المنيعة والمشاركة في الرالي اللي المفروض جزء من جوائزه تتقدم مني او من شركتي, ولكن حتى وصلنا الى الجزء الاهم سوينا اجزاء كثيرة لاتقل اهمية من المهمة الرئيسية وهي الرالي! لما وصلنا الى الولاية انطلقنا على طول الى مقر الرالي ومن حسن الحظ اننا وصلنا على وقت الافتتاح, افتتاح رالي المنيعة الصحراوي الرسمي بنسخته السادسة وشي جميل ان اشوف كل السادة المدراء ورجال الأمن وأهمهم الوالي في مقر الافتتاح! شي جميل ايضا اني اشوف عروض البارود وسباقات الجمال والخيول في المنطقة ومنها هذا الفن المغاربي العريق (الفنطازيا). انحطيت وقتها في موقف اني لازم القي كلمة للعموم وكانت كلمة جميلة لاقت تفاعل جميل في وسط الناس بس كنت حريص جدا ان ما اقول اي كلمة للاعلام. خلصنا مراسم الافتتاح واتجهنا الى مقر السكن اللي كان مرقد آخر نفس الضيافة المنزلية وغرف مريحة وتدفئة في عز البرد!

وبعدها ثاني يوم قررنا نغير الوجهة ونرجع مرة أخرى للاغواط ولكن قبلها سلمت الجوائز للأخ ادريس بن سويسي يسلمها للفائزين نيابة عني واحنا رجعنا وبتنا الليل في الاغواط وبالتحديد في مزرعة الاعلى كما وعدته قبلها بيومين. بس قبل مانوصل الليل مزرعته رحنا سوينا جولة سياحية في كل ارجاء مدينة الاغواط وانتهى يومنا بوجبة اغواطية شهية جدا وهي الكسكس الاغواطي

قمنا ثاني يوم من الصباح علشان نشوف مناظر اكثر من الاغواط قبل مانتوجه للعودة الى العاصمة رحنا المدينة القديمة وزرنا بعض القصور ورجعنا مرة أخيرة للمزرعة لجزء مهم جدا وهو تناول وحبة أغواطية أخرى وهي المردود الاغواطي! او في مناطق أخرى يسمونه البركوكس بس الفرق ان المردود حلو شوي فيه مشمش وفول. اعتقد ان هذه الوجبة كانت مهمة جدا لاكمال الطريق حتى العاصمة في وسط طرق مثلجة ورؤية معدومة مهم نشبع انفسنا قبل الطريق.

وأخيرا, وصلنا الى العاصمة بعد أن قمنا بأنشطة كثيرة في سبسب والاغواط أكثر من اللي قمنا فيه في المنيعة نفسها وانتهى فينا المطاف سايقين تقريبا 1800 كيلومتر, وهذه هي اخباري هذا الشهر!