هذاني للحين قاعد احاتي الفيزا حق ناميبيا مع احتمالية تمديد قعدتي في دار السلام! قاعد ستاندباي! ماعرف شسوي اذا اقعد ولا التحق بكيفن والشله, مابي في كل رحلة يرتبط اسمي في تأخير علشان تأشيرات والقهر لما حد من هالاجانب يقول لي خلاص روح طلع لك جواز سفر اجنبي علشان الامور تكون اسهل لك. بالنسبة لي الموضوع حساس ومزعج خصوصا لما اشوف نظراتهم على الحدود, مثل قبل سنة لما تيم قعد يقول ارهابي وارهابي عني في كل مرة اقطع الحدود. لهذا السبب موضوع فيزا ناميبيا كان قاهرني وايد لدرجة اني قلت خلاص بكلم (عبدي) وبقول له اسحب لي الجواز من السفارة ماراح اروح ناميبيا, ولكن وانا في الطريق الى كي اف سي رايح احثلها من القهر, ارسل لي عبدي صورة الفيزا وقال مبروك! اخيرا طلعت. كان جدامي ساعات قليلة اجهز اغراضي وانام بدري واقوم ثاني يوم الساعة 3 علشان اروح كيسولانزا واحاول الحق الشباب اللي هم هناك قبلي بيوم, وكان الهدف التقي في توني على الحدود اللي ناسي جوازه في دار السلام الحبيب! ولكن اليوم اللي قبله وصلت كيسولانزا واللي هي عبارة عن مزرعة في مكان نائي ومعزول (مادري من وين كيفن يطلع هالاماكن) وكانت مزرعة مبنية من طين, الغرف فيها اسمها اسطبلات ويبدو لي فعلا انها اسطبلات سابقة لان هيئتها بهذا الشكل. حسيت نقسي النزيل الوحيد هناك حتى وقت العشاء نزلت المطعم ولقيت رجل الماني وزوجته يتعشون يممي, مابغيت ابدا الحديث معاهم لأني اعرف طبع الالمان الخجول او يمكن يبون يكون لهم جوهم الخاص فيهم وبعد العشا على طول رحت ونمت وماصحيت الا الساعة 4 ونص الفجر او 5 استعد للرحلة. اللي اعرفه عن هالمزرعة انهم يقدمون الفطور الساعة 7 ونص ولكن لما اعرفوا اني بطلع الساعة 6 جهزوا لي صينية فطور وارسلوها الغرفة على الساعة 5 ونص بالضبط. وهذه بادرة لطيفة وطيبة منهم.

قمت ثاني يوم وانا عارف عندي يوم طويل جدا فانطلقت في الظلام وهالرطوبة من المزرعة ابي اوصل الحدود باسرع وقت ممكن علشان الحق على توني واعطيه جوازه, ولكن بعد 360 كيلو بدل ماشوف توني شفت يوبي! واستناسنت بصراحة لاني عرفت اني لحقت على الكل على الحدود! وطلعنا الحدود انا ويوبي والتقينا بالجميع. وسكرنا باب تنزانيا الجميلة واللي اكثر شي اتذكره فيها هو الاخدود (الكريتر) والحيوانات اللي شفتها هناك, ومقابلة سعادة السفير القطري واللي طلع (معرفة أهل) وصار يقول لي قصص المراهقة والطفولة مع خوالي وعزمني على الغدا طبعا وبعدها وصلته السفارة وكملت انا على طريقي للفندق. والشي الاخر اللي مانساه اني كنت واقف للاستراحة في مطعم ليفربول على طريقي الى دار السلام, لقيت واحد يبيع مكسرات وفول سوداني واشوفه يحوم علي رايح وراد وكل مايعرض علي اقول له لا شكرا. وبعد يرجع لي, اخر شي قلت باخذ شي للطريق, كان طريق طويل وحر, عطيته 1000 شلن, ومن خذ الفوس راح حط السلة في الباص ودش اشتراله شاي. (قيمة الشاي بعد 1000 شلن) وكان يشرب الشاي بسرعة علشان يرجع يلحق على الباص. بصراحة كسر خاطري, لأن كان محتاج يبيع أي شي علشان يشتري له شاي.

العبور الى حدود ملاوي ماكان سهل ابدا, قطعت تقريبا 719 كيلومتر سواقة بنفسي علشان التقي في باقي الشباب, منها اكثر من 300 كم بنفسي للوصول الى الحدود. في هذا اليوم كله في ملاوي كنت اسوق مع يوبي ومالكوم على الطرق المتعرجة طول الوقت وكان تحدي حلو, وقفنا على البحيرة وكلنا جبس وتمينا ساعة وشي حتى استوعبنا ان لازم نتحرك قبل لاتظلم. بالنسبة لي ملاوي تعتبر مختلفة عن تنزانيا وكينيا لأني حسيتها افريقيا الحقيقية, النساء بلبس تقليدي, والاطفال يحييونا في كل مكان, النساء اللي شايلين اغراض على روسهم لدرجة شفت وحدة في المحطة اترست 50 غالون بنزين وحطته على راسها ومشت! الشعب بسيط جدا ولكنه فقير جدا, اسواقهم جدا بسيطة ويادوب تلقى فيها شي ينباع. الطبيعة تحسسك انك فعلا في افريقيا. الشي الاهم في ملاوي هو البحيرة اللي الكل يسترزق منها. هذه البحيرة هي كل شي بالنسبة لهم, اذا اختفت البحيرة هم يختفون. معظم القرى والمدن اللي مريتها تعتبر البحيرة اهم جزء فيها.في ذلك اليوم بدأت في الظلام وانتهيت في الظلام. وكان يوم جدا مرهق بالنسبة لي. ثاني يوم ماكان في ولا شي غير راحة تامة وأكل وأكل وأكل! تعرفت على سمانثا وزوجها وهم من جنوب افريقيا ويديرون الشركة اللي تشغل هالفنادق, بس في شغلة ماحبيتها وهي ان العاملات واقفين في الممرات نفس العبيد, مافي ملامح ولا مشاعر وهالشي وايد عور قلبي. وبعدين زرت مشروع حلو اسمه روت تو فروت وهو يعطون الشعب فسايل يزرعونها وتسهيلات مجانا علشان يساهمون في خضرة بلادهم وهالشي بالتحديد نحتاجه في قطر!!!

اليوم اللي بعده كان قصير جدا الى سينغا باي, بعد على البحيرة, الشي الجميل انني مريت على قرى وايد منها المسلم
والمسيحي والمخلوط وعجبني تعايشهم مع بعض