كم هي مؤلمة تقلبات الحياة، فساعة تجدها في صفك، وساعات قد تجدها تسير ضد رغباتك وأحلامك، ولكن الإنسان الذكي الذي يحمل بداخله الكثير من الطاقة الإيجابية وحده هو من يستطيع الإنتصار وقت الأزمات، ويعد الرحال القطري خالد الجابر خير مثال على ذلك، فهو الشخص المغامر الذي اعتاد ان يقضي غالبية شهور السنة في رحلات حول العالم، يجلس بكل تفاؤل وايجابية في المنزل محترما تعليمات الدولة والاجراءات التي فرضتها وزارة الصحة، مستمتعا بوقته، ينعم بالتوازن النفسي والمعنوي، يستعد بكل حماس لقضاء شهر رمضان وسط عائلته.

في البداية يقول الرحال القطري خالد الجابر: فور بدء فترة الحظر قررت تقسيم وقتي للاستفادة من فترة الجلوس في المنزل بأكثر قدر ممكن، فعلى سبيل المثال فترة الصباح دائما أخصصها للقراءة أو متابعة تعليم بناتي عن بعد، أما فترة الظهيرة فخصصتها للعب الرياضة ، وفترة المساء للعب بعض ألعاب الكمبيوتر والبلاي ستيشن، أما فترة الليل فهي مخصصة لتنظيم مدونتي الخاصة وكتابة كتابي الذي قررت الانتهاء منه على نهاية العام.

 

حماس الإنتظار!

 

وعن استعداداته لاستقبال شهر رمضان الفضيل قال: بكل صراحة أشعر بالحماس الشديد هذه المرة لشهر رمضان بالرغم من الحظر المنزلي ولكن هذه أول سنة أقضي فيها رمضان في الدوحة منذ سنة ٢٠١٦ حيث كان جدولي مزدحم بالترحال في السنوات الخمس الماضية، فهي فرصة كبيرة لقضاء وقت أطول مع الأسرة. ولكن يؤلمني أن الظروف الحالية سوف تمنعناعن زيارة الأسرة والاستمتاع بالأجواء الرمضانية التي اعتادنا عليها منذ الصغر، ولكن علينا أن نحتمل هذه الظروف من أجل سلامتنا وسلامة كافة أفراد المجتمع.

ايجابيات الحجر المنزلي

وعن مدى تآثره بعدم الخروج في رحلاته التي اعتاد على خوض مغامراتها لفترة طويلة قال: بصراحة كنت دائما أشبه نفسي بالفراشة الحبيسة في الصندوق في حال تم منعي من الخروج من البيت لأي سبب، وكنت دائما اكرر بأن الجلوس بالبيت بالنسبة لي هو انتحار بطيء، ولكنني اكتشفت أن هذا هو الشيء الوحيد الذي كنت احتاجه في حياتي للحصول على التوازن النفسي والمعنوي. واستغرب الأصدقاء الذين يشتكون من الجلوس في البيت، وكيف لا يمكنهم الاستمتاع بلحظاتهم وسط أسرهم.

وأتمنى من الجميع اعتبار قبولي الجلوس في البيت مثال للصبر وقبول الوضع الجديد واستغلاله بشكل ايجابي وبإنتاجية عالية. حيث قطعت الثلاث سنوات الماضية ١٣٠ الف كيلومتر وها أنا في المنزل وبكل سعادة وايجابية