الحصار زادني إصراراً على الاستمرار في الرحلة والتعريف بالقيم السامية لقطر
دول العالم مقتنعون بكذب الادعاءات على قطر
الرحلة استغرقت ثلاثة أشهر من لندن إلى بكين مروراً بصعود جبل افريست
الأتراك هتفوا لي من سياراتهم والأوزبك التقطوا الصور مع دراجتي والطاجيكيون دعوني إلى منازلهم
سأبدأ بالتحضير للرحلة القادمة من أقصى شمال الكرة الأرضية إلى أقصى جنوبها
تمكن الرحالة القطري خالد الجابر من قطع طريق الحرير الممتدة من عاصمة الضباب لندن إلى العاصمة الصينية بكين بمسافة تزيد عن 21 ألف كيلو متر، بواسطة دراجته النارية، ليعبر بذلك 19 بلدا في القارتين الأوروبية والآسيوية.
ولأن الأزمة الخليجية والمتمثلة بمقاطعة ثلاث دول هي السعودية والإمارات والبحرين لقطر وإغلاق مجالاتها البرية والجوية والبحرية في حصار غير مسبوق، قد وقعت خلال رحلة الجابر في طريق الحرير، فقد كان لها صدى كبير خلال محطات توقف الجابر في الدول التي زارها بدراجته النارية، وتمكن الرحالة القطري، والذي حمل معه علم قطر وصورة “تميم المجد”، من خلال حديثه مع مواطني تلك الدولن من أن يعكس الصورة الحقيقية لدولة قطر التي ترعى السلام وتنبذ الإرهاب، وقد قوبل الجابر بترحيب كبير في تلك الدول، والتي عبر مواطنوها عن احترامهم وتقديرهم لقطر ودورها الفاعل في المجتمع الدولي.
“الشرق” أجرت لقاءً مع الرحالة القطري خالد الجابر عبر الهاتف، وفيما يلي نص الحوار:
كم تبلغ المسافة التي قطعتها بين إنجلترا والصين، وكم استغرقت من الوقت لتنفيذها؟
المسافه الكلية للرحلة هي 21 ألف كيلو متر، مرورا بـ 19 بلدا هي: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، سلوفينيا، كرواتيا، الجبل الأسود، البوسنة، ألبانيا، اليونان، تركيا، جورجيا، أرمينيا، أذربيجان، تركمانستان، أوزباكستان، طاجيكستان، قرغيزستان، والصين.
وقد استغرقت الرحلة ثلاثة أشهر، كان المفترض أن تنتهي في اليابان لتصبح أربعة أشهر، ولكن بسبب بعض الاتفاقيات الخاصة بالقيادة الدولية، والتي لا تسمح بقيادة الدراجة النارية في اليابان، لذلك قمت بإنهاء الرحلة في العاصمة الصينية بكين.
وماذا وجدت وشاهدت خلال رحلاتك؟
أبرز الأشياء التي شاهدتها تمثلت في تلّون طريق الحرير من اللون الأوروبي إلى الآسيوي إلى الشرقي، فهذا الطريق هو الأقدم والأطول والأكثر وعورة في العالم، وبالتالي فإن قطع هذا الطريق بالدراجة النارية والوصول إلى ارتفاعات شاهقة لم يكن بالأمر السهل، فما بالك في الماضي عندما كانوا يمرون به على ظهور الإبل، اليوم قطعتها في 3 أشهر، مرورا بأشهر مدن الحرير: بخارى، سمرقند، خوارزم، كابادوكيا، اسطنبول، وعشق اباد.
ما هو الصدى الذي وجدته من الجماهير عندما شاهدوك وأنت ترفع صور سمو الأمير؟
الصدى كان إيجابيا جدا، وبالذات في عملية التواصل الاجتماعي، وكان التوقيت مناسبا جدا، في نفس الوقت الذي أبدى فيه الكل حبه لقطر، ومن حسن حظي أنني وصلت إلى جبل ايفرست (الجبل وليس القمة) بالدراجة النارية، وكانت لحظة فخر لي عندما رفعت علم بلادي قطر في هذا الارتفاع، بعد جهد أشهر للوصول لهذه النقطة، وقد تواصل معي الكثير من الأشخاص في تويتر للاستئذان باستخدام الصورة للتعبير عن حب الوطن، وهذا زادني فخرا.
ما هي المواقف الطريفة التي قابلتها خلال رحلتك؟
من المواقف التي أتذكرها أن في بعض المدن الحدودية في بعض الدول لم يكن جواز السفر القطري مدرجا لديهم في نظام الجوازات، مما اضطرهم للاتصال بعاصمة البلد لإضافة جواز السفر، وهذا الشيء كان مضحكا؛ لأنها أول مرة تصير لهم، فرأيت في عيونهم أسئلة عديدة عن قطر، لاحظت دائما خلال مروري على جميع الدول عندما يرون لوحة رقم الدراجة من قطر يسالون الكثير من الأسئلة مثل: كيف وصلت إلى هنا؟ ومن أين؟ ألا تخاف من الطريق؟
أما ردود الأفعال فتختلف من دولة إلى أخرى، على سبيل المثال الأتراك كانوا دائما يهتفون من سياراتهم ويحيون ويصورون، الأوزبكيون يوقفون الدراجة في وسط الشارع ويلتقطون الصور مع الدراجة، الطاجيكيون من أكثر الشعوب ترحيبا بالضيف، لدرجة أنهم أوقفوني في الشارع ودعوني إلى بيوتهم، سواء رجالا أو نساء أو حتى أطفالا.
ماذا ستفعل عندما تعود؟
عندما أعود إلى الدوحة، إن شاء الله سوف أبدأ بالتحضير للرحلة القادمة وستكون مدتها خمسة أشهر من أقصى شمال الكرة الأرضية إلى أقصى جنوبها.
وقبل ذلك، فقد وصلتني طلبات من بعض الجامعات والمدارس للتحدث عن تجربتي في هذه الرحلة، وإن شاء الله سوف أتشرف بالتحدث عن تجاربي والمواقف التي مررت بها خلال الرحلة.
هل نجحت في إيصال رسالتك للمجتمع الدولي خصوصا عن حصار قطر؟
بالنسبة للحصار، فإن المرافقين معي من الأجانب وحتى مواطني الدول التي زرتها، والذين سمعوا بالحصار على دولة قطر، توقعوا مني أن أوقف الرحلة وعندما شاهدوا أنني مستمر في الرحلة أبدوا تعاطفا كبيرا وتشجيعا من البعض بالاستمرار، وتفاجأوا بأنني لم أتأثر بالحصار، بل زادني ذلك إصرارا على الاستمرار في الرحلة والتعريف بالقيم السامية التي تحملها دولة قطر وبمشاعر الود الاحترام التي تكنها دولة قطر لمختلف شعوب العالم، وقد قالوا لي إنهم مقتنعون بأن الادعاءات على قطر عبارة عن فبركة إعلامية لا أساس لها من الصحة.
وإضافة إلى ذلك، فإنه عند مروري بتركيا في الوقت الذي كانت بعض الدول تحذر من زيارة تركيا، قلت لزميلي: “العالم جميل جدا إذا ما نشوف الأخبار”.
كيف كانت ردة الفعل الأجنبية عندما عرفوا هدفك من الرحلة وفك الحصار عن قطر؟
في البداية، لم يستوعبوا أنني أحمل اسم قطر وعلم قطر معي في كل مكان، لدرجة أن سألني أحدهم: هل أنت من ضمن فريق رياضي؟ قلت له إن رحلتي هي مبادرة ذاتية مني للتعبير عن حبي وولائي لبلدي قطر، وقلت له: أي إنجاز نحققه نهديه لقطر؛ لأن قطر دائما في عيوننا، لقد أعطتنا قطر الكثير ونحن نحاول أن نرد ما تعطيه لنا ولو بشيء بسيط، وطلوع جبل ايفرست كان إهداء لسمو أمير دولة قطر وإلى شعب قطر من مواطنين ومقيمين.
وقد عرضت يوميات الرحلة بشكل يومي على قناة الجزيرة مباشر وفي جميع منصات التواصل الاجتماعي والشاشة الرئيسية الخاصة بها، وهم يستخدمون الرحالة خالد الجابر.
المصدر: جريدة البشرق