الرحالة القطري خالد محمد الجابر يقطع أطول مسافة على وجه الأرض خلال رحلته التي سماها ” بين القطبين “، ويصل طول هذه الرحلة إلى حوالي 42 ألف كيلو وتستغرق خمسة أشهر متواصلة، ويسلك الرحالة خلال رحلته هذه اطول مسار متصل على وجه الأرض يصل شمال الكرة الأرضية بجنوبها، ويمر الرحالة عبر هذا الطريق بـ 15 دولة ، كانت أول رحلة للرحالة القطري من ألمانيا إلى النمسا عبر دراجة نارية، وخلال ثلاثة أعوام وتحديدا من عام 2012 وحتى 2015 استطاع زيارة كافة دول أوروبا، ومن ثم اتجه لقطع دول الخليج بأكملها وبعد ذلك اتجه إلى جبال الهملايا في الهند واستطاع الوصول عبر دراجته النارية إلى ارتفاع بلغ على هذه الجبال 4600 متر رغم خطورة المنطقة ووعورة الطريق، وفي عام 2017 استطاع الرحالة الجابر كأول عربي يقوم بقطع طريق الحرير البالغ طوله قرابة 22 ألف كيلو متر ويمر بـ 19 دولة من لندن إلى الصين.
قال محمد الجابر لـ”الشرق”: بدأت السفر في سن مبكرة وبدأت ذلك لأول مرة في السيارة حيث إنني سافرت في السيارة بعمر 19 سنة وجبت أوروبا وذلك قبل ظهور وسائل الملاحة خرائط السيارات الحديثة، اذ انني كنت اعتمد دائما على الخرائط الورقية ولازلت على ذلك حتى اللحظة، وأحرص خلال رحلاتي على استخدام الوسائل البدائية التي تجعل من الفرد يعتمد على نفسه أكثر كما أنني أحرص على تجنب التكنولوجيا الحديثة خلال رحلاتي.
موضحا ان الرحلة الحالية تعتبر أطول الرحلات التي قمت بها طيلة السنوات الماضية حيث إنها رحلة ما بين القطبين وتصل مدتها إلى خمسة أشهر متتالية واقطع خلالها حوالي 42 ألف كيلو، وتنطلق من ألاسكا التي تعتبر أعلى نقطة في الكرة الأرضية والمطلة على المحيط المتجمد الشمالي، وتنتهي في اقصى نقطة جنوب أمريكا الجنوبية وهي قرية ” اشوايا “، وهذا المسار يعتبر الأطول على وجه الأرض ويتصل بين شمال الأرض وجنوبها ومن المقرر الانتهاء من الرحلة في شهر ديسمبر القادم وأكون بذلك اتممت السفر إلى 89 بلدا من خلال الدراجات النارية.
آملا أن يحقق طوحه وحلمه في السفر إلى 105 بلدان في نهاية العام المقبل، مبينا ان طريق الرحلة الحالي يمر بـ 15 دولة ويعتبر من الطرق الوعرة غير السهلة، مضيفا انه يتجنب المرور بالطرق السريعة خلال هذه الرحلة التي يجد فيها الأنس والمتعة ورغم مشقتها إلا انه يتحدى ذاته في الاستمرار لتحقيق حلمه ورفع اسم بلاده قطر لتكون في مصاف الدول المتقدمة من خلال قيامه برحلة تعتبر الاطول وتحتاج إلى جهد ليس ببسيط، محاولا نقل ثقافة الترحال والسفر عن طريق الدراجات النارية التي لا تخلو من المشقة والمغامرة الجميلة.
وأضاف الجابر ان حب الاستكشاف دفعه للقيام بهذه الرحلة الشاقة التي تعرّف من خلالها على ثقافات الشعوب والدول وتداخل مع الشعوب لدرجة السكن والتعايش مع شعوب الدول التي مر بها خلال رحلاته بالإضافة إلى التعرف على لغاتهم والتحدث معهم والاطلاع والتعرف على طريقة العيش لديهم، كما أنه بات يجيد الاسبانية خلال هذه الرحلة وذلك لأن اكثر الدول التي تمر بها الرحلة تتحدث الاسبانية، ومن اهداف هذه الرحلة نقل فكرة الترحال للشباب وإطلاعهم عليها وشعورهم بالمغامرة الجميلة والخروج عن المألوف والروتين، لافتا إلى أن الفرق كبير بين الترحال والسياحة إذ إن الأخير يقتصر على السكن بمناطق افتراضية وفنادق مألوفة أما بالنسبة للترحال فيختلف تماما من حيث استكشاف المدن والمناطق منها الأثرية والعيش مع الشعوب، وكل مدينة يتم المرور بها يعيش الرحالة ظروفها وأجواءها والتداخل مع شعبها، حيث إنه لا يرغب السكن في الفنادق ويجذبه السكن لدى الشعوب في منازلهم المتواضعة والجميلة.
– مسافات شاسعة:
وأوضح، في عام 2017 قطعت طريق الحرير من العاصمة البريطانية لندن باتجاه الصين كأول عربي، واستعطت خلال هذه الرحلة قطع مسافة تبلغ حوالي 22 ألف كيلو متر في مدة ثلاثة أشهر، ومررت خلالها بـ 19 دولة، وكأول عربي ايضا يقطع هضبة التبت من الغرب إلى الشرق عبر دراجته الشخصية وكأول عربي أيضا يصل إلى قمة جبل ايفرست بارتفاع 5380 متراً بالدراجة النارية ضمن رحلة طريق الحرير، وكانت هذه الرحلة مع الرحالة العالمي البريطاني كفن ساندرز صاحب رقمين قياسيين في عالم الترحال بالدراجة النارية. واستطرد الجابر “كان الهدف من رحلة طريق الحرير خيري وهو توفير اطراف صناعية لأطفال العالم ونجحت بفضل الله عز وجل ووالداي اللذان شجعاني على الاستمرار بهذه الرحلة”.
المصدر: جريدة الشرق